الطريق إلى الزواج, معوقات الاختيار
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد: الطريق إلى الزواج, معوقات الاختيار
بارك الله فيك على نقلك لنا واقع احتماعي مئلم واحنا دايمن في انتضار جديدك
الطريق إلى الزواج, معوقات الاختيار
السلام عليكم د. فيروز عمر وجميع فريق المستشارين.
منتديات شيماء- كنت قد أرسلت إليك مشكلتي مسبقا أحكي فيها معاناتي بعد فراقي لمن أحببت بسبب رفض والده للزواج مني لأسباب ظاهرية تعنتية.
واليوم بعد مرور خمس أعوام على معرفتنا انقطعنا نهائيا لمدة عامين تقريبا بعد رفض والده. وقد جمعتنا الأقدار مرة أخرى حاملة معها الأمل واليقين في أن يتم موضوعنا في تلك المرة.. حيث لم يرتبط هو بأي فتاة ولم أجد أنا من يناسبني.
لا أتحدث عن تفاصيل روجعنا.. إنها صدفة القدر التي ظننا معها أن الأمور تغيرت بالنسبة لوالده.
ما يهمني الآن هو أن نجد حلا لما وصلنا عليه الآن.. قصة حب خمس سنوات من الطهر والعفاف والمشاعر الطيبة التي نمت على أساس التوافق الفكري والعاطفي والروحاني.. تواجه برفض شديد من قبل الأب.
إليك تفاصيل المشكلة:
عندما علمت والدته بأمرنا فبادرت هي بفتح الموضوع مع والده ولكن جاء الرد على عكس أملنا في تلك المرة بعد سنوات لم يقبل فيها الشاب بأي فتاة رشحها له والده.. وقالها باللفظ ( دا بيحلم ) وظل يرسم آمالا عريضة لزوجة ابنه الطبيب بأن تكون بنت كذا وكذا وقالها لفظا ابنى دا لازم ياخد بنت باشا.. تألمنا لأيام ثم استجمعنا قوة إيماننا بالمولى وتوكلنا على قدرته ورسمنا خطتنا الإيمانية بالدعاء والتضرع والاستغفار.. وخطتنا العملية في الإصرار على موقفنا واتخاذ كل سبل الإقناع المهذب.. حتى اهتدينا لفكرة هي أن يرسل خطاب لوالده يستعطفه فيه ويقول له كلمات الحب والرجاء التي يعجز أن يقولها له مباشرة.
وبالفعل أرسل لوالده خطاب يحمل كل كلمات الحب والأدب وذكر فيه بعض مميزاتي ومميزات عائلتي وتوسل إليه أن يعطيه الفرصة في أن يعطي الموضوع حقه ويتعرف علي وأبلغه بأنه لا يمكن أن يقدم على أي خطوة بدون رضاه.
والله يا دكتورة لو قرأت الخطاب لعرفت أنه يلين له الحجر ويرخي له العقل، ولكن وصل الخطاب وقرأه مرات دون جدوى، فقرر أن يسافر له مكان إقامتهم ليحدثه بهدوء.. ولكنه في تلك الفترة بسبب سوء الحالة النفسية والعاطفية قد أصيب بمرض الصدفية في اليد والقدم وصدفية المفاصل ومشاكل المناعة الذاتية فانشغل بزيارات الأطباء والعلاج الكيماوي الذي يؤثر على نشاطه.
لم يخبرني بأمر المرض لمدة شهر فلم يكن بيننا اتصال وقتها، فقد كنت أركز في خطتي الروحانية مع الله بختم القرآن والدعاء انتظارا لجديد الأخبار، حتى وجدت تأخرا منه فسألت عن سبب تأخره في زيارة والده فأخبرني بأمر مرضه.. وأخبرني أنه لم يخبر أي أحد من أسرته حتى الآن فهو لا يريد أن يقلقهم ويحزنهم على حاله.. حزنت وبكيت لأمره.
ثم تمالكت نفسي وأخذت أصبره وأعطيه الأمل في الشفاء.. وأقنعته بأن يخبر أسرته ووالدته حتى تمكث معه والدته لرعايته، أما أنا فقد أخذت عهدا على نفسي ألا أتخلى عنه واعتبر أن أمر المرض لم يكن وأساعده بقدر استطاعتي عن بعد في تحسين حالته النفسية والروحانية بالرسائل الطيبة..
واقترحت عليه بأن يطلب من والدته أن تخبر والده بأمر مرضه وأنه بحاجة لتحسن أحواله النفسية كما قال الأطباء لتنجح خطة العلاج..
أخبرت والدته والده بهذا كله وقالت له أنه يريد أن يحدثه في موضوع زواجه مني وأن كل ما يتمناه هو أن يستقر نفسيا وعاطفيا مع الفتاه التي اختارها.. وطلبت منه أن يستمع له ويراعي ظروف مرضه.. ولكن والده لم يكترث بالأمر وكل ما فعله هو مكالمة تليفونية لابنه لم يعطيه الفرصة للتحدث في الموضوع وقال له: أن تعبك ده بسبب المذاكرة وأنا مش فاضي ولا أنت فاضي للمواضيع دي لما تخلص امتحاناتك نبقى نتكلم.. عمدا منه في مطوحة الموضوع.. عندما علمت بأمر المرض ظننت أن هذا قهر المولي لذلك الأب المتعنت ليرق لحاله فيلين لأمرنا ويحقق رغبة ابنه الدفينة منذ سنين.. وأنه لهذا الحد لا يستطيع الارتباط بأخرى لأنه يجد راحته معي.. لكن لا أعلم ما هذا الأب.. هل لم يستوعب ذلك؟ أم لم يفرق معه حال ابنه؟.
تحدثت مع أخته واستعدت صداقتي القديمة معها لنتشاور في الأمر ونتفق على حل، فكان كل همي هو حالته الصحية لأني أخشى عليه كثيرا، تحدثت معي بصدق وأخبرتني بمدى تمسكها بي زوجة لأخيها ليس لحبه لي فقط وإنما اقتناعا منها بشخصيتي وحكمتي وحبها لي وتمنيها بأن أكون أخت لها واقتناعها أننا اجتماعيا مناسبين لبعض وليس هناك فجوة بيننا سوى فجوة طموحات والده العالية، وحدثتني عن صفات والدها بأمانه وحبه للتحكم والسيطرة وتعاليه ومكره وتمسكه البحت للمظاهر فقط في أمر الزواج بغض النظر عن أي شي آخر.. وأنه دائما يقول لهم أنتوا ولاد فلان.. واندهشت عندما علمت أنه يختار لابنه الخلوق الملتزم بنات متبرجات فقط لجمالهم ولاسم والدهم.. وما أدهشني أنه وافق على زواج ابنه الثاني بمكالمة تليفونية فقط مجرد أنه علم أنه اختار ابنة مستشار.
وها أخيه الملتزم يرسل خطابات استعطاف ويتوسل ليوافق على ذات الدين المتعلمة المثقفة بنت الأسرة الطيبة.. حتى ينتهي به الحال للمرض، وااااأسفااااااه.
المهم يا دكتورة فيروز سافر له مرة أخرى وبعد ما توسل إليه وترجاه ليستمع إليه قد سمع منه إلى النهاية وفي آخر الحوار طلب منه اسم والدي ليسأل علينا.. ولكن لم يظهر عليه حسن النية بالموافقة.. وبالفعل سأل وتوصل إلى معلومات تفصيلية عن عائلتنا.. وعلم أن لوالدي وأخي ملفات أمنية.. ولكنها ملفات عادية لأنهم فقط ملتحين كما هو الحال الأمني في البلد.
بعدها ثار على ابنه وتحجج بهذا الأمر.. ولكن ابنه قال له: إنك تستطيع أن تعرف من المصادر التي حصلت منها على المعلومات أن تلك الملفات ليس فيها أي خطر وأنهم ناس في حالهم ومفيش منها أي خطورة.. وكان رد والده أنه فعلا يعرف ذلك ولكن مشكلته الأكبر هي نظرته لمستوانا الاجتماعي.. وهذه هي المشكلة الكبرى بالنسبة له.. وقالها لابنه حتى لو كان الناس دي ملائكة على جثتي.. وموتك عندي أهون.. والموضوع ده منتهي.. دا غير أنه هدد والدته بالطلاق لو تدخلت في الموضوع.
بعد يومين حدثه ابنه مرة أخرى بهدوء وفي تلك المرة حدثه عن ظروف مرضه ومضاعفاته وأن الحالة النفسية تسوء به وحاول أن يصور له عواقب تدهور الحالة من الناحية الطبية وقال له إن لا يضمن الفتاة التي ترضى بذلك وأنه وجد البنت الأصيلة التي ارتضت بحاله وقت الصحة ووقت المرض.. ولكنه لم ينظر للكلام بمحمل العقل ولا العاطفة وحاول أن يقنعه أن هذا ليس صحيح وأنه لا يفهم شيئا في الحياة وأن فيه مميزات كثيرة تجعله يجد فتاه أخرى بمستوى أعلى وأولها أنه والده!! وكرر رده مرة ثانية أنه أفضل عنده ألا يتزوج.. وعلمت بعد ذلك من أخته أنه لم يقتنع بقصة المرض وشايف أنها حاجه بسيطة وحتى لو ابنه عنده مشكلة صحية يبقى طالما في علاج خلاص ووجهة نظره أنه لما يبقى يخف نبقى نجوزه متناسي تماما الحالة النفسية.
لا أعلم يا دكتورة ما الحل مع هذا الرجل من كلام ابنته معي تأكدت أنه عنده داء العظمة بالإضافة لحب التحكم في أبناءة وأنه يخطط للحياة من وجهة نظره فقط، تشاءمت من كل هذا ولكني أعلم جيدا أن الله فوق كل جبار متعال، وأنه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون وتدبيره فوق كل تدبير.
خوفي وحزني على هذا الشاب الذي عف نفسه معي عن كل كلمة حرام منتظرا الحلال الطيب أخشى أن تدهور صحته، فأتمنى أن يتم الأمر حتى استطيع أن أقف إلى جواره ولأني أثق في أنه ستتحسن حالته النفسية كثيرا ويعافى بإذن الله فأنا أريد أن أبذل كل جهدي في رعايته وتفقد أحواله عندما يتم الأمر بأمر الله.. تعاهدنا أن نصمد ونتخذ كل السبل للنهاية ونتوكل على الله حتى يقضي أمرا.. ولكن عجزت أفكارنا عن الحلول ووسائل الضغط التي قد تصيب معه..
فما رأي حضراتكم ما هي الأساليب التي يمكن أن يلجأ إليها مع والده بعد ذلك علما بأنه في المرات السابقة لجأ إلى تحكيم عائلته لكن هذا لم يجدي لأن والده له أساليبه في إقناعهم وهم لهم نفس تفكيره.. هناك اقتراح بأن يلجأ إلى لجنة فتوى الأزهر هو ووالده لتحكم بينهما.. هل هذه الفكرة تجدي؟ وهل والده هيرضى بذلك؟
نريد كل أفكار الحلول حتى نكون بذلنا كل ما في وسعنا في الموضوع لآخره حتى نستسلم لقضاء الله. أعلم أن الدين يعطي للابن حق تزويج نفسه لو أعضله والده عن الزواج وكان اعتراضه على غير الدين وقرأت فتاوى كثيرة في هذا وأطلعته عليها ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنه لا يحتمل قطيعة والده ونفسه أن يتم الموضوع برضا لأن والده عنيد ولديه استعداد لقطيعته طول العمر.. وهو لا يريد أن يعرضني لإهانات والده، فما العمل إذا ؟
حيث قرار الفراق أصبح في غاية الصعوبة في تلك الظروف بعد تقدم العمر بنا ووحدتنا وشدة احتياج كل منا للآخر واحتياجي أن أقف إلى جواره.
ولكن متى نستسلم؟؟ بالنسبة لي قوة التحدي والصبر ليس لها حدود.. لكن هو دائرة الصراع أثرت على صحته وبشيء ما على نجاحه ورسب مرتين في امتحاناته.. برغم أني وقفت إلى جواره وقفة الأبطال بروحي الحماسية والتشجيعية والإبداعية.. جعلني حقا أعيش دور الزوجة الذي رسمته لنفسي في خيالي.
أستاذتي الفاضلة متأسفة جدا على الإطالة وفي انتظار ردك على أحر من الجمر.
ملحوظة: أرغب في عدم عرض رابط الاستشارة القديمة التي أرسلتها منذ سنوات.
الحل:
المنطق يؤكد -مع كل أسف- أن هذا الأب لن يوافق على زواجكما، مهما كانت الوسائل التي ستلجآن إليها!! لا خطابات، ولا وسطاء، ولا إقناع، ولا توسل، ولا دموع، ولا ضغوط، ولا فتاوى!!
هو مقتنع بمجموعة من الأفكار التي لا سبيل لتغييرها، هو مقتنع أن الحسب والنسب أهم شيء في الزواج، وأن الحب لا قيمة له، وأن الأمر بيده هو وحده لا شريك له!!
لذلك فإنني أتصور أنه لا يوجد أمامكما سوى طريقين:
الطريق الأول.. هو الدعاء والتضرع على أمل أن تحدث (معجزة) حقيقية.
الطريق الثاني.. هو أن تتزوجا دون إرادته، وهذا -وإن كان ليس حرامًا شرعًا- ولكن يلزمه ثلاثة شروط، وكلها ليست بيدك:
الشرط الأول: أن يوافق الابن أن يقاطع أباه المستبد.
الشرط الثاني: أن يستطيع الابن تحمل تكاليف الزواج دون الاعتماد على أبيه.
الشرط الثالث: أن يوافق أهلك.
الطريق الأول: -وهو انتظار المعجزة- سيكلفك الكثير؛ حيث إن الانتظار قد يطول، ويزداد معه تعلقك وأملك، ويتقدم العمر، وتتبدد الفرص في هذا الزواج، أو في زواج آخر، وفرصة أخرى.
والطريق الثاني: -وهو الزواج على الرغم من رفض الأب- سيكلف حبيبك الكثير، وهو أن يضحي بأبيه وأهله، وأن يعيش معك ظروفًا مادية صعبة.
لذلك فأنا أوجز إجابتي في عدة أسئلة:
السؤال الأول: تسألينه لحبيبك بشكل واضح ومباشر: هل أنت مستعد للتضحية، والزواج بي دون موافقة أبيك؟ فإن أجاب بالموافقة تسألين نفس السؤال لأهلك: هل أنتم مستعدون لقبول شخص يتقدم لي دون موافقة أهله وظروفه المادية صعبة، فإن كانت إجابتهم بالقبول يكون هذا هو الحل، أما إن كانت الإجابة بالرفض فإنك -عندئذٍ- تسألين نفسك أنت سؤالا: هل أنت مستعدة لانتظار حدوث معجزة ليتم زواجك حتى لو كلفك هذا أن تهددي نفسك بالعنوسة مدى الحياة؟
إن كانت الإجابة بالرفض يصبح عندئذٍ الحل الوحيد هو الفراق مرة أخرى مع الأسف.
يتبقى تعليق أخير.. أنا أعلم أن هذه الأسئلة صعبة، وأن الإجابة عليها تستلزم صدقًا شديدًا منك ومن حبيبك ومن أهلك، كما أعلم أن "الحب" هو الكنز الأكبر في العلاقة بين الزوجين، ولكني أعلم أيضًا أن الواقع، والظروف وصوت العقل لها دور لا نستطيع تجاهله، وأن الاندفاع وراء المشاعر كفيل -هو ذاته- بتدمير كل شيء وفي ذلك المشاعر نفسها!!
لذلك.. أيًّا كان القرار الذي سيتخذه كل منكما، فإنه يجب أن يكون تحت وعي كامل، وإدراك عاقل، واستعداد تام لتحمل مسئوليته أيًّا كان.
أدعو الله تعالى أن يلهمك ما فيه الخير، وأن يزيح عن قلبك هذا البلاء العظيم.
منتديات شيماء- كنت قد أرسلت إليك مشكلتي مسبقا أحكي فيها معاناتي بعد فراقي لمن أحببت بسبب رفض والده للزواج مني لأسباب ظاهرية تعنتية.
واليوم بعد مرور خمس أعوام على معرفتنا انقطعنا نهائيا لمدة عامين تقريبا بعد رفض والده. وقد جمعتنا الأقدار مرة أخرى حاملة معها الأمل واليقين في أن يتم موضوعنا في تلك المرة.. حيث لم يرتبط هو بأي فتاة ولم أجد أنا من يناسبني.
لا أتحدث عن تفاصيل روجعنا.. إنها صدفة القدر التي ظننا معها أن الأمور تغيرت بالنسبة لوالده.
ما يهمني الآن هو أن نجد حلا لما وصلنا عليه الآن.. قصة حب خمس سنوات من الطهر والعفاف والمشاعر الطيبة التي نمت على أساس التوافق الفكري والعاطفي والروحاني.. تواجه برفض شديد من قبل الأب.
إليك تفاصيل المشكلة:
عندما علمت والدته بأمرنا فبادرت هي بفتح الموضوع مع والده ولكن جاء الرد على عكس أملنا في تلك المرة بعد سنوات لم يقبل فيها الشاب بأي فتاة رشحها له والده.. وقالها باللفظ ( دا بيحلم ) وظل يرسم آمالا عريضة لزوجة ابنه الطبيب بأن تكون بنت كذا وكذا وقالها لفظا ابنى دا لازم ياخد بنت باشا.. تألمنا لأيام ثم استجمعنا قوة إيماننا بالمولى وتوكلنا على قدرته ورسمنا خطتنا الإيمانية بالدعاء والتضرع والاستغفار.. وخطتنا العملية في الإصرار على موقفنا واتخاذ كل سبل الإقناع المهذب.. حتى اهتدينا لفكرة هي أن يرسل خطاب لوالده يستعطفه فيه ويقول له كلمات الحب والرجاء التي يعجز أن يقولها له مباشرة.
وبالفعل أرسل لوالده خطاب يحمل كل كلمات الحب والأدب وذكر فيه بعض مميزاتي ومميزات عائلتي وتوسل إليه أن يعطيه الفرصة في أن يعطي الموضوع حقه ويتعرف علي وأبلغه بأنه لا يمكن أن يقدم على أي خطوة بدون رضاه.
والله يا دكتورة لو قرأت الخطاب لعرفت أنه يلين له الحجر ويرخي له العقل، ولكن وصل الخطاب وقرأه مرات دون جدوى، فقرر أن يسافر له مكان إقامتهم ليحدثه بهدوء.. ولكنه في تلك الفترة بسبب سوء الحالة النفسية والعاطفية قد أصيب بمرض الصدفية في اليد والقدم وصدفية المفاصل ومشاكل المناعة الذاتية فانشغل بزيارات الأطباء والعلاج الكيماوي الذي يؤثر على نشاطه.
لم يخبرني بأمر المرض لمدة شهر فلم يكن بيننا اتصال وقتها، فقد كنت أركز في خطتي الروحانية مع الله بختم القرآن والدعاء انتظارا لجديد الأخبار، حتى وجدت تأخرا منه فسألت عن سبب تأخره في زيارة والده فأخبرني بأمر مرضه.. وأخبرني أنه لم يخبر أي أحد من أسرته حتى الآن فهو لا يريد أن يقلقهم ويحزنهم على حاله.. حزنت وبكيت لأمره.
ثم تمالكت نفسي وأخذت أصبره وأعطيه الأمل في الشفاء.. وأقنعته بأن يخبر أسرته ووالدته حتى تمكث معه والدته لرعايته، أما أنا فقد أخذت عهدا على نفسي ألا أتخلى عنه واعتبر أن أمر المرض لم يكن وأساعده بقدر استطاعتي عن بعد في تحسين حالته النفسية والروحانية بالرسائل الطيبة..
واقترحت عليه بأن يطلب من والدته أن تخبر والده بأمر مرضه وأنه بحاجة لتحسن أحواله النفسية كما قال الأطباء لتنجح خطة العلاج..
أخبرت والدته والده بهذا كله وقالت له أنه يريد أن يحدثه في موضوع زواجه مني وأن كل ما يتمناه هو أن يستقر نفسيا وعاطفيا مع الفتاه التي اختارها.. وطلبت منه أن يستمع له ويراعي ظروف مرضه.. ولكن والده لم يكترث بالأمر وكل ما فعله هو مكالمة تليفونية لابنه لم يعطيه الفرصة للتحدث في الموضوع وقال له: أن تعبك ده بسبب المذاكرة وأنا مش فاضي ولا أنت فاضي للمواضيع دي لما تخلص امتحاناتك نبقى نتكلم.. عمدا منه في مطوحة الموضوع.. عندما علمت بأمر المرض ظننت أن هذا قهر المولي لذلك الأب المتعنت ليرق لحاله فيلين لأمرنا ويحقق رغبة ابنه الدفينة منذ سنين.. وأنه لهذا الحد لا يستطيع الارتباط بأخرى لأنه يجد راحته معي.. لكن لا أعلم ما هذا الأب.. هل لم يستوعب ذلك؟ أم لم يفرق معه حال ابنه؟.
تحدثت مع أخته واستعدت صداقتي القديمة معها لنتشاور في الأمر ونتفق على حل، فكان كل همي هو حالته الصحية لأني أخشى عليه كثيرا، تحدثت معي بصدق وأخبرتني بمدى تمسكها بي زوجة لأخيها ليس لحبه لي فقط وإنما اقتناعا منها بشخصيتي وحكمتي وحبها لي وتمنيها بأن أكون أخت لها واقتناعها أننا اجتماعيا مناسبين لبعض وليس هناك فجوة بيننا سوى فجوة طموحات والده العالية، وحدثتني عن صفات والدها بأمانه وحبه للتحكم والسيطرة وتعاليه ومكره وتمسكه البحت للمظاهر فقط في أمر الزواج بغض النظر عن أي شي آخر.. وأنه دائما يقول لهم أنتوا ولاد فلان.. واندهشت عندما علمت أنه يختار لابنه الخلوق الملتزم بنات متبرجات فقط لجمالهم ولاسم والدهم.. وما أدهشني أنه وافق على زواج ابنه الثاني بمكالمة تليفونية فقط مجرد أنه علم أنه اختار ابنة مستشار.
وها أخيه الملتزم يرسل خطابات استعطاف ويتوسل ليوافق على ذات الدين المتعلمة المثقفة بنت الأسرة الطيبة.. حتى ينتهي به الحال للمرض، وااااأسفااااااه.
المهم يا دكتورة فيروز سافر له مرة أخرى وبعد ما توسل إليه وترجاه ليستمع إليه قد سمع منه إلى النهاية وفي آخر الحوار طلب منه اسم والدي ليسأل علينا.. ولكن لم يظهر عليه حسن النية بالموافقة.. وبالفعل سأل وتوصل إلى معلومات تفصيلية عن عائلتنا.. وعلم أن لوالدي وأخي ملفات أمنية.. ولكنها ملفات عادية لأنهم فقط ملتحين كما هو الحال الأمني في البلد.
بعدها ثار على ابنه وتحجج بهذا الأمر.. ولكن ابنه قال له: إنك تستطيع أن تعرف من المصادر التي حصلت منها على المعلومات أن تلك الملفات ليس فيها أي خطر وأنهم ناس في حالهم ومفيش منها أي خطورة.. وكان رد والده أنه فعلا يعرف ذلك ولكن مشكلته الأكبر هي نظرته لمستوانا الاجتماعي.. وهذه هي المشكلة الكبرى بالنسبة له.. وقالها لابنه حتى لو كان الناس دي ملائكة على جثتي.. وموتك عندي أهون.. والموضوع ده منتهي.. دا غير أنه هدد والدته بالطلاق لو تدخلت في الموضوع.
بعد يومين حدثه ابنه مرة أخرى بهدوء وفي تلك المرة حدثه عن ظروف مرضه ومضاعفاته وأن الحالة النفسية تسوء به وحاول أن يصور له عواقب تدهور الحالة من الناحية الطبية وقال له إن لا يضمن الفتاة التي ترضى بذلك وأنه وجد البنت الأصيلة التي ارتضت بحاله وقت الصحة ووقت المرض.. ولكنه لم ينظر للكلام بمحمل العقل ولا العاطفة وحاول أن يقنعه أن هذا ليس صحيح وأنه لا يفهم شيئا في الحياة وأن فيه مميزات كثيرة تجعله يجد فتاه أخرى بمستوى أعلى وأولها أنه والده!! وكرر رده مرة ثانية أنه أفضل عنده ألا يتزوج.. وعلمت بعد ذلك من أخته أنه لم يقتنع بقصة المرض وشايف أنها حاجه بسيطة وحتى لو ابنه عنده مشكلة صحية يبقى طالما في علاج خلاص ووجهة نظره أنه لما يبقى يخف نبقى نجوزه متناسي تماما الحالة النفسية.
لا أعلم يا دكتورة ما الحل مع هذا الرجل من كلام ابنته معي تأكدت أنه عنده داء العظمة بالإضافة لحب التحكم في أبناءة وأنه يخطط للحياة من وجهة نظره فقط، تشاءمت من كل هذا ولكني أعلم جيدا أن الله فوق كل جبار متعال، وأنه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون وتدبيره فوق كل تدبير.
خوفي وحزني على هذا الشاب الذي عف نفسه معي عن كل كلمة حرام منتظرا الحلال الطيب أخشى أن تدهور صحته، فأتمنى أن يتم الأمر حتى استطيع أن أقف إلى جواره ولأني أثق في أنه ستتحسن حالته النفسية كثيرا ويعافى بإذن الله فأنا أريد أن أبذل كل جهدي في رعايته وتفقد أحواله عندما يتم الأمر بأمر الله.. تعاهدنا أن نصمد ونتخذ كل السبل للنهاية ونتوكل على الله حتى يقضي أمرا.. ولكن عجزت أفكارنا عن الحلول ووسائل الضغط التي قد تصيب معه..
فما رأي حضراتكم ما هي الأساليب التي يمكن أن يلجأ إليها مع والده بعد ذلك علما بأنه في المرات السابقة لجأ إلى تحكيم عائلته لكن هذا لم يجدي لأن والده له أساليبه في إقناعهم وهم لهم نفس تفكيره.. هناك اقتراح بأن يلجأ إلى لجنة فتوى الأزهر هو ووالده لتحكم بينهما.. هل هذه الفكرة تجدي؟ وهل والده هيرضى بذلك؟
نريد كل أفكار الحلول حتى نكون بذلنا كل ما في وسعنا في الموضوع لآخره حتى نستسلم لقضاء الله. أعلم أن الدين يعطي للابن حق تزويج نفسه لو أعضله والده عن الزواج وكان اعتراضه على غير الدين وقرأت فتاوى كثيرة في هذا وأطلعته عليها ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنه لا يحتمل قطيعة والده ونفسه أن يتم الموضوع برضا لأن والده عنيد ولديه استعداد لقطيعته طول العمر.. وهو لا يريد أن يعرضني لإهانات والده، فما العمل إذا ؟
حيث قرار الفراق أصبح في غاية الصعوبة في تلك الظروف بعد تقدم العمر بنا ووحدتنا وشدة احتياج كل منا للآخر واحتياجي أن أقف إلى جواره.
ولكن متى نستسلم؟؟ بالنسبة لي قوة التحدي والصبر ليس لها حدود.. لكن هو دائرة الصراع أثرت على صحته وبشيء ما على نجاحه ورسب مرتين في امتحاناته.. برغم أني وقفت إلى جواره وقفة الأبطال بروحي الحماسية والتشجيعية والإبداعية.. جعلني حقا أعيش دور الزوجة الذي رسمته لنفسي في خيالي.
أستاذتي الفاضلة متأسفة جدا على الإطالة وفي انتظار ردك على أحر من الجمر.
ملحوظة: أرغب في عدم عرض رابط الاستشارة القديمة التي أرسلتها منذ سنوات.
الحل:
المنطق يؤكد -مع كل أسف- أن هذا الأب لن يوافق على زواجكما، مهما كانت الوسائل التي ستلجآن إليها!! لا خطابات، ولا وسطاء، ولا إقناع، ولا توسل، ولا دموع، ولا ضغوط، ولا فتاوى!!
هو مقتنع بمجموعة من الأفكار التي لا سبيل لتغييرها، هو مقتنع أن الحسب والنسب أهم شيء في الزواج، وأن الحب لا قيمة له، وأن الأمر بيده هو وحده لا شريك له!!
لذلك فإنني أتصور أنه لا يوجد أمامكما سوى طريقين:
الطريق الأول.. هو الدعاء والتضرع على أمل أن تحدث (معجزة) حقيقية.
الطريق الثاني.. هو أن تتزوجا دون إرادته، وهذا -وإن كان ليس حرامًا شرعًا- ولكن يلزمه ثلاثة شروط، وكلها ليست بيدك:
الشرط الأول: أن يوافق الابن أن يقاطع أباه المستبد.
الشرط الثاني: أن يستطيع الابن تحمل تكاليف الزواج دون الاعتماد على أبيه.
الشرط الثالث: أن يوافق أهلك.
الطريق الأول: -وهو انتظار المعجزة- سيكلفك الكثير؛ حيث إن الانتظار قد يطول، ويزداد معه تعلقك وأملك، ويتقدم العمر، وتتبدد الفرص في هذا الزواج، أو في زواج آخر، وفرصة أخرى.
والطريق الثاني: -وهو الزواج على الرغم من رفض الأب- سيكلف حبيبك الكثير، وهو أن يضحي بأبيه وأهله، وأن يعيش معك ظروفًا مادية صعبة.
لذلك فأنا أوجز إجابتي في عدة أسئلة:
السؤال الأول: تسألينه لحبيبك بشكل واضح ومباشر: هل أنت مستعد للتضحية، والزواج بي دون موافقة أبيك؟ فإن أجاب بالموافقة تسألين نفس السؤال لأهلك: هل أنتم مستعدون لقبول شخص يتقدم لي دون موافقة أهله وظروفه المادية صعبة، فإن كانت إجابتهم بالقبول يكون هذا هو الحل، أما إن كانت الإجابة بالرفض فإنك -عندئذٍ- تسألين نفسك أنت سؤالا: هل أنت مستعدة لانتظار حدوث معجزة ليتم زواجك حتى لو كلفك هذا أن تهددي نفسك بالعنوسة مدى الحياة؟
إن كانت الإجابة بالرفض يصبح عندئذٍ الحل الوحيد هو الفراق مرة أخرى مع الأسف.
يتبقى تعليق أخير.. أنا أعلم أن هذه الأسئلة صعبة، وأن الإجابة عليها تستلزم صدقًا شديدًا منك ومن حبيبك ومن أهلك، كما أعلم أن "الحب" هو الكنز الأكبر في العلاقة بين الزوجين، ولكني أعلم أيضًا أن الواقع، والظروف وصوت العقل لها دور لا نستطيع تجاهله، وأن الاندفاع وراء المشاعر كفيل -هو ذاته- بتدمير كل شيء وفي ذلك المشاعر نفسها!!
لذلك.. أيًّا كان القرار الذي سيتخذه كل منكما، فإنه يجب أن يكون تحت وعي كامل، وإدراك عاقل، واستعداد تام لتحمل مسئوليته أيًّا كان.
أدعو الله تعالى أن يلهمك ما فيه الخير، وأن يزيح عن قلبك هذا البلاء العظيم.
السلك الاحمر- عضو جديد
- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى