طبيعة بشرية أم مشكلة اجتماعية؟ هام للاستيعاب!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد: طبيعة بشرية أم مشكلة اجتماعية؟ هام للاستيعاب!
تسلم على نقلك لنا بعض الواقع الاجتماعي وفي انتضار جديدك دايمن
طبيعة بشرية أم مشكلة اجتماعية؟ هام للاستيعاب!
بسم الله الرحمن الرحيم
منتديات شيماء -مشكلتي هي أخي الذي يصغرني بثلاث سنين؛ فهو شخص غامض للغاية، لكن أنا أعرفه جيدا؛ فهو شخص خجول جدا، ربما هذا سبب غموضه!.
عندما يحصل له شيء من الوالدة يسكت ولا يتكلم إلا في اليوم التالي.. يكره الروابط التي يعتبرها سطحية مثل علاقة الأخ بأخته أو بأبيه.. كل هذا يتضح عندما يغضب.
أنا أريد أن أجعله اجتماعيا وشخصا محبوبا، وأقول لكم إنه شخص متفوق دراسيا.
الحل:
أراد الله لنا أن نختلف فيما بيننا، فجعل لكل منا تكوينا يخصه وحده لا يتشابه معه آخر؛ ليكون لكل منا بصمته ومذاقه وآثاره في هذا الكون، ولو جعلنا سبحانه نسخا مكررة لما كان للحياة طعم ولا معنى ولا مغزى من وجودي ووجودك ووجود أخيك.
فمثلا لو كنا كلنا هادئين أصحاب مزاج بطيء نفكر فترة طويلة نسبيا حتى نتخذ قرارا لما حصلنا على آلاف الاختراعات التي أفادت البشرية؛ بسبب وجود المجازفين أو الذين يحملون درجة من "اللامعقولية" في التصرف والسرعة في اتخاذ القرار فكانوا مبدعين أو صانعي تاريخ.
ولو كنا كلنا مغامرين متحمسين لما تمتعنا بالاستقرار الذي نحتاجه فعلا ليستقر المجتمع والنفس... وغيرها، ولذلك ليست هناك شخصية "صح" وشخصية "خطأ"، وليس هناك وجوب لأن يكون شخص مثل شخص؛ فاحترام طبيعة كل منا هو صميم الاعتراف بوجوده وتقبله والاعتراف بتأثيره.
إذن فلنتفق على أن أخاك له تكوين وطبيعة تمثل شخصيته التي ليست بالضرورة أن تكون مثل أحد غيره، وأن في اختلافه حقيقة تميزه عن أي شخص آخر، وهكذا أنت وأنا وكل البشر.
ولكن سأقف عند وجود مشكلات فعلا، وهي التي تعتبر البوصلة التي تشير لوجود خلل ما في أي شخصية لها طبيعتها التي نحترمها ونتقبلها، فالصمت قد يكون طبعا من صميم تكوينه فكلامه قليل، ولكنه حين يرى أنه يحتاج للحديث يتحدث بشكل منضبط ومقبول، ولكن إن كان صمته خوفا من الحديث لأن من حوله قد يسخرون منه أو ينتقدونه أو يشعر أنه سيتحدث بكلام ليس له أهمية، أو لأنه يفشل في التعبير عن مشاعره أو عما يريد، أو يعاني من الاكتئاب الذي يجعله صامتا لا يريد أن يبذل جهدا ولو بالكلام؛ ففي مثل تلك الحالات -على سبيل المثل لا الحصر- تكمن مشكلة حقيقية لها جذور نفسية تحتاج لمتابعة جيدة، ولو كانت علاقته كما تقول بأهله علاقة سطحية؛ لأنه يراها كذلك لأن تفكيره يوصله لذلك، فالقصة هنا قصة تعديل فكرة، وبمجرد أن يتم تعديلها تنتهي المشكلة، إذن كأني أريد أن أقول لك الآتي تحديدا:
*إننا مختلفون ليكون لكل منا ملامحه التي تميزه.
*المقارنة ونسخ أنفسنا من أنفس أخرى هي حقيقة الفشل والتعاسة والعودة للوراء في خطواتنا.
*أتمنى أن تبحث عن حقيقة ما يظهر لك من تصرفات أخيك؛ فربما لا تكون هناك مشكلة ولكنها طبيعته، ولقد أوضحت لك كيف تستطيع أن تفرق.
*في مرحلة أخيك -المراهقة- يكون هناك الكثير من الصراع الطبيعي لهذه المرحلة؛ فيكون الإنسان في حالة عدم توازن نفسي، وعاطفي، وجسماني، وعقلي، وانفعالي... إلخ، تجعل الكثير من المراهقين يتمردون على الأوامر، ويتقلبون في مشاعرهم، ويرفضون كل من يصدر لهم أوامر أو نصائح بشكل مباشر، فيتصورون أن من حولهم -الأهل- مصدر ضغط واختلاق مشاكل، أو بشر لا يستطيعون فهمهم فيتجنبونهم أو يقطعون التواصل معهم ليريحوا أنفسهم، وتصبح المسألة معركة نفسية بأن يكون أو لا يكون.
وسواء كانت هناك مشكلة أو مجرد طبيعة مرحلة سنية يمر بها فأنت ستحتاج لعدة أمور تقوم بها معه إن شاء الله، وهي:
-القرب منه بشكل حقيقي؛ حيث تقترب من أحلامه وآرائه وتفكيره فتعرف ما هي أحلامه، وما الذي يغضبه منك أو من أمه وأبيه مثلا، وما هي مشكلاته التي يواجهها مثلا في مجال دراسته مع زملائه أو مدرسيه، وسيحدث ذلك حين تتحدث معه بعيدا عن طريقة الوعظ والمحاضرات أو "قل لي ماذا بك؟"، ولكن شاركه أفراحه وأحزانه، وناقشه كصديق فيما يقول؛ فلا تنتقد طريقة تفكيره أو تبدي له اندهاشك أو رفضك لتصرفاته، ولكن ناقشه بلغة الصديق الذي يحترم وجهة نظره ولكنه يناقشه؛ وهذا ما نسميه بمهارة "التعاطف"؛ حيث نتحدث مع من لا نقتنع بما يقومون به ولكن من منطلق أننا نشعر بهم ونحترم ما يشعرون به.
-أرجو أن تقرأ في خصائص المرحلة السنية التي يمر بها وأشهر مشكلاتها وكيفية التعامل معها، وستجد تحسنا كبيرا جدا في علاقته بك وبمن حوله إن استطعت أن تنفذ ما تقرأ بمهارة وتطبيق جيد.
-لا مانع من أن تتحدث مع والدتك دون علمه عن خصائص مرحلته وما يحتاج له من حب وود واحترام وصداقة منها؛ لتكون مساعدة لك في تحسين علاقته بكم أو والدك إن كان هو الأكثر تفهما.
-حين تقطع هذا الشوط في القرب منه والصداقة معه ستتمكن بعد ذلك من اقتراح ممارسة الرياضة مثلا ليكون أقوى بدنيا، أو ليكون إنسانا رياضيا؛ فتكون بذلك وضعته في وسط فريق يتعلم معه بعض المهارات الاجتماعية التي يحتاجها.
- يمكنك أن تسند له بطريقة لبقة أي عمل يقوم هو به ويعرضه على مجموعة من الناس لعدم وجودك مثلا في هذا الوقت فينوب عنك أو لأي عذر، كأن يذهب لعمك ليوصل له رسالة كذا من والدك لأنك للأسف مشغول وهكذا، فتفكر في وضعه في تدريبات بسيطة ومتدرجة للتواصل مع الناس، وتشجعه وتوضح له أنه كان ناجحا جدا في القيام بذلك ليتحمس على القيام بالمزيد.
-يمكنك مشاركته بعض اهتماماته بعد أن تتعرف عليها فيتبادل معك مشاركته لك ببعض اهتماماتك والجلوس مع أصدقائك.
وأخيرا.. أشكرك كثيرا على اهتمامك بأخيك، وأعترف لك أن هذا سيأخذ وقتا وجهدا وطريقة لبقة في نقله من مربع الصمت إلى مربع التواصل، ولكنه سيوصله في النهاية إن شاء الله فلا تقلق، ولقد اختصرت كثيرا في التدريبات التي يمكنك القيام بها معه، ولكن ستجدها كثيرة في الكتب أو الدورات التي تتحدث عن كيفية التعامل مع المراهق، وأسأل الله لك التوفيق.
منقول
منتديات شيماء -مشكلتي هي أخي الذي يصغرني بثلاث سنين؛ فهو شخص غامض للغاية، لكن أنا أعرفه جيدا؛ فهو شخص خجول جدا، ربما هذا سبب غموضه!.
عندما يحصل له شيء من الوالدة يسكت ولا يتكلم إلا في اليوم التالي.. يكره الروابط التي يعتبرها سطحية مثل علاقة الأخ بأخته أو بأبيه.. كل هذا يتضح عندما يغضب.
أنا أريد أن أجعله اجتماعيا وشخصا محبوبا، وأقول لكم إنه شخص متفوق دراسيا.
الحل:
أراد الله لنا أن نختلف فيما بيننا، فجعل لكل منا تكوينا يخصه وحده لا يتشابه معه آخر؛ ليكون لكل منا بصمته ومذاقه وآثاره في هذا الكون، ولو جعلنا سبحانه نسخا مكررة لما كان للحياة طعم ولا معنى ولا مغزى من وجودي ووجودك ووجود أخيك.
فمثلا لو كنا كلنا هادئين أصحاب مزاج بطيء نفكر فترة طويلة نسبيا حتى نتخذ قرارا لما حصلنا على آلاف الاختراعات التي أفادت البشرية؛ بسبب وجود المجازفين أو الذين يحملون درجة من "اللامعقولية" في التصرف والسرعة في اتخاذ القرار فكانوا مبدعين أو صانعي تاريخ.
ولو كنا كلنا مغامرين متحمسين لما تمتعنا بالاستقرار الذي نحتاجه فعلا ليستقر المجتمع والنفس... وغيرها، ولذلك ليست هناك شخصية "صح" وشخصية "خطأ"، وليس هناك وجوب لأن يكون شخص مثل شخص؛ فاحترام طبيعة كل منا هو صميم الاعتراف بوجوده وتقبله والاعتراف بتأثيره.
إذن فلنتفق على أن أخاك له تكوين وطبيعة تمثل شخصيته التي ليست بالضرورة أن تكون مثل أحد غيره، وأن في اختلافه حقيقة تميزه عن أي شخص آخر، وهكذا أنت وأنا وكل البشر.
ولكن سأقف عند وجود مشكلات فعلا، وهي التي تعتبر البوصلة التي تشير لوجود خلل ما في أي شخصية لها طبيعتها التي نحترمها ونتقبلها، فالصمت قد يكون طبعا من صميم تكوينه فكلامه قليل، ولكنه حين يرى أنه يحتاج للحديث يتحدث بشكل منضبط ومقبول، ولكن إن كان صمته خوفا من الحديث لأن من حوله قد يسخرون منه أو ينتقدونه أو يشعر أنه سيتحدث بكلام ليس له أهمية، أو لأنه يفشل في التعبير عن مشاعره أو عما يريد، أو يعاني من الاكتئاب الذي يجعله صامتا لا يريد أن يبذل جهدا ولو بالكلام؛ ففي مثل تلك الحالات -على سبيل المثل لا الحصر- تكمن مشكلة حقيقية لها جذور نفسية تحتاج لمتابعة جيدة، ولو كانت علاقته كما تقول بأهله علاقة سطحية؛ لأنه يراها كذلك لأن تفكيره يوصله لذلك، فالقصة هنا قصة تعديل فكرة، وبمجرد أن يتم تعديلها تنتهي المشكلة، إذن كأني أريد أن أقول لك الآتي تحديدا:
*إننا مختلفون ليكون لكل منا ملامحه التي تميزه.
*المقارنة ونسخ أنفسنا من أنفس أخرى هي حقيقة الفشل والتعاسة والعودة للوراء في خطواتنا.
*أتمنى أن تبحث عن حقيقة ما يظهر لك من تصرفات أخيك؛ فربما لا تكون هناك مشكلة ولكنها طبيعته، ولقد أوضحت لك كيف تستطيع أن تفرق.
*في مرحلة أخيك -المراهقة- يكون هناك الكثير من الصراع الطبيعي لهذه المرحلة؛ فيكون الإنسان في حالة عدم توازن نفسي، وعاطفي، وجسماني، وعقلي، وانفعالي... إلخ، تجعل الكثير من المراهقين يتمردون على الأوامر، ويتقلبون في مشاعرهم، ويرفضون كل من يصدر لهم أوامر أو نصائح بشكل مباشر، فيتصورون أن من حولهم -الأهل- مصدر ضغط واختلاق مشاكل، أو بشر لا يستطيعون فهمهم فيتجنبونهم أو يقطعون التواصل معهم ليريحوا أنفسهم، وتصبح المسألة معركة نفسية بأن يكون أو لا يكون.
وسواء كانت هناك مشكلة أو مجرد طبيعة مرحلة سنية يمر بها فأنت ستحتاج لعدة أمور تقوم بها معه إن شاء الله، وهي:
-القرب منه بشكل حقيقي؛ حيث تقترب من أحلامه وآرائه وتفكيره فتعرف ما هي أحلامه، وما الذي يغضبه منك أو من أمه وأبيه مثلا، وما هي مشكلاته التي يواجهها مثلا في مجال دراسته مع زملائه أو مدرسيه، وسيحدث ذلك حين تتحدث معه بعيدا عن طريقة الوعظ والمحاضرات أو "قل لي ماذا بك؟"، ولكن شاركه أفراحه وأحزانه، وناقشه كصديق فيما يقول؛ فلا تنتقد طريقة تفكيره أو تبدي له اندهاشك أو رفضك لتصرفاته، ولكن ناقشه بلغة الصديق الذي يحترم وجهة نظره ولكنه يناقشه؛ وهذا ما نسميه بمهارة "التعاطف"؛ حيث نتحدث مع من لا نقتنع بما يقومون به ولكن من منطلق أننا نشعر بهم ونحترم ما يشعرون به.
-أرجو أن تقرأ في خصائص المرحلة السنية التي يمر بها وأشهر مشكلاتها وكيفية التعامل معها، وستجد تحسنا كبيرا جدا في علاقته بك وبمن حوله إن استطعت أن تنفذ ما تقرأ بمهارة وتطبيق جيد.
-لا مانع من أن تتحدث مع والدتك دون علمه عن خصائص مرحلته وما يحتاج له من حب وود واحترام وصداقة منها؛ لتكون مساعدة لك في تحسين علاقته بكم أو والدك إن كان هو الأكثر تفهما.
-حين تقطع هذا الشوط في القرب منه والصداقة معه ستتمكن بعد ذلك من اقتراح ممارسة الرياضة مثلا ليكون أقوى بدنيا، أو ليكون إنسانا رياضيا؛ فتكون بذلك وضعته في وسط فريق يتعلم معه بعض المهارات الاجتماعية التي يحتاجها.
- يمكنك أن تسند له بطريقة لبقة أي عمل يقوم هو به ويعرضه على مجموعة من الناس لعدم وجودك مثلا في هذا الوقت فينوب عنك أو لأي عذر، كأن يذهب لعمك ليوصل له رسالة كذا من والدك لأنك للأسف مشغول وهكذا، فتفكر في وضعه في تدريبات بسيطة ومتدرجة للتواصل مع الناس، وتشجعه وتوضح له أنه كان ناجحا جدا في القيام بذلك ليتحمس على القيام بالمزيد.
-يمكنك مشاركته بعض اهتماماته بعد أن تتعرف عليها فيتبادل معك مشاركته لك ببعض اهتماماتك والجلوس مع أصدقائك.
وأخيرا.. أشكرك كثيرا على اهتمامك بأخيك، وأعترف لك أن هذا سيأخذ وقتا وجهدا وطريقة لبقة في نقله من مربع الصمت إلى مربع التواصل، ولكنه سيوصله في النهاية إن شاء الله فلا تقلق، ولقد اختصرت كثيرا في التدريبات التي يمكنك القيام بها معه، ولكن ستجدها كثيرة في الكتب أو الدورات التي تتحدث عن كيفية التعامل مع المراهق، وأسأل الله لك التوفيق.
منقول
السلك الاحمر- عضو جديد
- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى